الخلاصة:
مُلَخَّص
يُعدّ درويش من شعراء الحداثة البارزين وقد أثرى نصّه الشعريّ بأنساق أسلوبيّة ولغويّة لافتة، فالقصيدة عالمه الذي بثّ فيه أيدلوجياته وتطلعاته، وشكّل فيه واقعه المُتباين وفق رؤيا فنيّة جماليّة.
وقد أتت هذه الدراسة المُعَنوَنة " ببنية النصّ الشعريّ في شعر محمود درويش " كزهر اللوز ، أو أبعد..." نموذجاً، كي تقفَ على بعض مظاهرها الفنيّة والجماليّة ومضامينها الفكريّة والوطنيّة والإنسانيّة مُبرِزة عدداً من الأنساق الأسلوبيّة البارزة، وعُرِضَتْ الدّراسة ضمن ثلاثة فصول، إذ تناولَ الفصل الأول الحديث عن التّناص بَدْءاً بتعريفه، لتَتَناول بعدها أنواع التّناص الواردة في ديوانه من دينيّ وأدبيّ وتاريخيّ وأسطوريّ وآلية توظيفه في نصوصه الشّعريّة والغاية منه، واقفة في الوقت نفسه على بعض الأنساق اللغويّة مُؤَكِدَة دورها في إثراء النصّ.
وفي الفصل الثاني أظهرتْ الدّراسة عنصراً بارزاً وفاعلاً في بناء القصيدة وهو البناء الدراميّ الذي يُعدّ ملمحاً أسلوبيّاً في ديوان" كزهر اللوز، أو أبعد..." له دوره الجَلِي في تشكيل النصّ الشعريّ والتعبير فكريّاً وفنيّاً و وجدانيّاً عن تجربة الشّاعر الخاصة والعامة.
أمّا الفصل الثالث فقد وقفتْ الدّراسة عند البنية التركيبيّة اللغويّة في ديوان" كزهر اللوز، أو أبعد..." مُستَعرِضة ظاهرة التقديم والتأخير، وحضور الأفعال الزمانيّة المضارعة والماضية والأمر وآلية توظيفها، ثمّ خُتِمَت الدّراسة بجملة من أبرز النتائج، فمقدرة درويش الفنيّة العظيمة، ومهارته في تطويع اللغة،وثقافته المتشعبة، ومعرفته الواعية لواقعه مكنته من بناء نصّه الشّعري بناء متكاملاً، فغدت القصيدة عالمه الذي يحسن الإمساك بزمامه.
معادلاً موضوعيّاً لزهر اللوز في" تعاليه على الأشياء " لِيصحّ بعدها أن تغدو لغته " كلام نشيدنا الوطني ".
ولغنى تجربة درويش الشّعريّة وما امتازت به من خصوصيّة تأتي هذه الدراسة؛ لتقف على جوانب التجديد والابتكار، ولتظهر السّمات الأسلوبيّة للنصّ وأنساقه اللّغويّة في التعبير عن الذّاتي والموضوعي في الديوان ووسائله المُبتَكرة والحداثيّة، إذ يمثل ديوانه هذا المرحلة الأخيرة من نتاج الشّاعر, الأمر الذي يدفع الباحث إلى استكشاف تقنيّاته الأسلوبيّة وآلية توظيفها عبر سبر أغوار النصّ الشّعري للوقوف على أبرز ملامحه الأسلوبيّة .
وقد حظي شعر درويش بدراسات متعددة متنوعة منها ما تناول فكره كدراسة شاكر النابلسي وعنوانها "مجنون التراب دراسة في شعر وفكر محمود درويش , ومنها ما تناول التّناص مثل" التّناص الدّينيّ والتّاريخيّ في شعر محمود درويش " لابتسام أبو شرار, ودراسة تحدثت عن التصوير والمجاز والإيقاع في شعر محمود درويش ومؤلفها مزن أتاسي, ومن الدراسات أيضا دراسة عُنوانها " تطور الدّلالة اللّغويّة في شعر محمود درويش " لسعيد أبو خضرا, وعودة الحصان الضائع وقفة مع الشّاعر محمود درويش لأحلام أبو خضرا ,وهناك دراسة لصلاح فضل وعنوانها "محمود درويش حالة شعريّة" وقف المؤلف عند الدّيوان إلا أنّ وقوفه كان عابراً , إضافة إلى رسالة ماجستير وقفت عند ظاهرة أسلوبيّة في ديوان درويش وعُنوانها المفارقة في ديوانيْه " لا تعتذر عما فعلت , كزهر اللوز , أو أبعد"، وعدد من المقالات منها: محمود درويش.. كزهر اللوز سؤال السلالة لعادل الأسطة.
وقد اعتمدتْ الدّراسة المنهج التحليلي الجمالي للكشف عن مواطن الجمال اللّغويّة والفنيّة وإظهار قيمتها الأسلوبيّة وبيان أثرها على المتلقي وأبعادها والغاية منها .
ولقد استقام البحث في ثلاثة فصول وخاتمة.
فالفصل الأول تحدّثتْ الدراسة فيه عن التّناص في ديوان "كزهر اللوز،أو أبعد..." بَدْءاً بتعريف التّناص وكيفيّة توظيفه في النصوص والغاية منه، مُشيرة إلى أهمّيته ودوره في تشكيل النّصّ الدّرويشيّ، إذ يُشكل التّناص تقنيّة فنيّة أساسيّة في إغناء الخطاب الشّعريّ ورفد النّصّ بروافد تراثيّة تاريخيّة إنسانيّة تُمكِّنه من فَهْم الواقع واستشراف المستقبل، لتتحدثْ بعدها عن
إضافة إلى استعانتي بعدد من المقالات كان منها: اللغة والتّشكيل في جداريّة محمود درويش لعالية محمود صالح، الرؤيا والتّشكيل في شعر محمود درويش لمحمد صالح الشّنطي.
وفي النهاية لا يسعني إلا أنْ أتقدم بجزيل الشّكر وعظيم الامتنان إلى الدّكتور حسام التميمي على نصحه وإرشاده ودعمه فكان نِعمَ المُوجه فله مني كلّ الشكر والتقدير.