Abstract:
الملخص
وليد أبو بكر من الأدباء والنقاد الذين عاشوا محنة فلسطين خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وشهد متغيرات القضية، وقد صاغ بعض جوانبها من خلال رواياته وكتبه النقدية، وعانى كغيره من أبناء فلسطين مرارة الاغتراب عن أرضها سواء كان ذلك طوعاً أم كرهاً ، ومن هنا جاء فنه الروائي ليجسد حال أبناء فلسطين ، منذ الانتداب البريطاني الى الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال قائماً حتى يومنا هذا.
ولا يختلف حال كتبه النقدية، فقد ركز فيها على قضايا تتعلق بالأدب الفلسطيني وما يقدمه هذا الأدب من فكر.
وقام هذا البحث بدراسة روايات وليد أبي بكر دراسة فنية جمالية، كما قام بدراسة أهم القضايا النقدية التي تعرض لها في كتبه النقدية . وجاء البحث في بابين يحتوي كل باب على فصلين.
الباب الأول يحمل عنوان الواقع والفن الروائي، وقد عالج هذا الباب صورة الواقع في روايات وليد أبي بكر في فصله الأول، من خلال الحديث عن تمظهرات الوطن والقرية والمدينة والمنفى في رواياته، أما الفصل الثاني من هذا الباب فقد عالج القضايا الفنية المتعلقة بالرواية، من بناء الشخصيات ودراسة الأحداث الرئيسة والحبكة في كل رواية، والحديث عن الزمان والمكان ، ولغة الروايات وأسلوب السرد في كل منها.
أما الباب الثاني، فقد درس جهود وليد أبي بكر النقدية، وحمل الفصل الأول منه عنوان : تكوين وليد أبي بكر النقدي، الذي تضمن دراسة أهم المؤثرات في نقده وثقافته ومنهجه النقدي .
والفصل الثاني من هذا الباب حمل عنوان النقد التطبيقي حيث عالج هذا الفصل نقد القصة والرواية ونقد المسرح من خلال مؤلفاته النقدية، وتعرض لذكر أهم القضايا النقدية التي تعرض لها وليد أبو بكر.
ركز وليد أبو بكر من خلال ما ألّفه على قضايا نقدية تتعلق بالأدب الفلسطيني، خاصة قضية التطبيع والمعايشة مع العدو الإسرائيلي التي رفضها بشكل كامل، كما تعرض للحديث عن دور الكاتبة في الادب الفلسطيني وسمات أدبها.
ومن أهم النتائج التي وصلت إليها هذه الدراسة، ظهور المكان بشكل واضح في رواياته، فقد برز الوطن والمدينة والقرية في هذه الروايات.
اتسمت رواياته بالواقعية وتجسيد حال أبناء شعبه الفلسطيني الذي يعيش ظروفاً صعبة مع وجود الاحتلال الإسرائيلي. كما أنه لم يعتمد في كتاباته النقدية على منهج واحد بل اتبع أكثر من منهج نقدي منها المنهج النفسي والواقعية الاشتراكية.
كما أن الكاتب لم يعتمد أسلوباً سردياً واحداً ، ففي بعض الأحيان تبدأ الرواية من الأحداث النهائية ثم يعود بالقارئ إلى البداية، وفي أحيان أخرى تتسلسل الأحداث مع الزمان، ولم يعتمد على شكل واحد من
أشكال الرواة.
جاءت لغته سهلة بسيطة قريبة للقارئ، خالية من التعقيد والمصطلحات الصعبة والغريبة ، كما استعمل لغته بشكل جيد في الوصف، وصف الأمكنة والشخوص.
استطاع الكاتب من خلال رواياته أن يتطرق للحديث عن قضايا مهمة في السرد الفلسطيني.