الخلاصة:
ملخّص
تتّخذ هذه الدّراسة من شعر رثاء النّفس في الشّعر الجاهليّ مجالًا لها، تحدّد البواعث والمثيرات الّتي تحمل الشّاعر على رثاء نفسه، وتُبين عن غايات الشّعراء من رثاء ذواتهم، وتكشف عن أهمّيّة هذه النّصوص في تبيّن عقائد الجاهليّين في مسألة الحياة والموت، وتسجيل جانب من جوانب حياة العرب الحربيّة فيما يتّصل بأيّامهم ووقائعهم وحياتهم الاجتماعيّة المتعلّقة بطقوس نعي الميت ودفنه والثّأر له إن كان مقتولا بيد الأعداء.
اعتمدت الدّراسة على المصادر التّراثيّة القديمة في استقصاء هذه الأشعار الرّثائيّة، في محاولة جادّة لرصد تلكم الأشعار كلّها، غير أنّ هذه المحاولة كانت تصطدم بعقبات كثيرة من أبرزها افتقار النّصوص إلى السّياق التّاريخيّ الّذي يحدّد زمن نظم الشّاعر للنّص، وتضارب القرائن أحيانا في المصادر المختلفة، لكن مع ذلك كلّه يمكننا القول إنّ النّصوص الّتي توافرت للدّراسة تصلح لاستجلاء حقيقة عقيدة القوم فيما يتّصل بالحياة والموت، وكافية لإضاءة ظلمات نفسيّة الجاهليّ القلقة المضطربة.
وتحاول الدّراسة سبر أغوار النّفس الإنسانيّة عامّة والجاهليّة خاصّة حال إقبالها على الموت معتمدة على المنهج التّكامليّ الّذي يفيد من مجموع المناهج، فتناولت أساليبهم وصورهم وأخيلتهم وما تنطوي عليه من قيم جماليّة ودلالات نفسيّة، فكشفت عن تشبّث عظيم بالحياة وخوف من الموت وقلق على المصير، وكشفت عن ترحيب بالموت وتفضيله على الحياة حال تعكّرها وعقوقها.