الخلاصة:
ملخّص
تمثّل نصوص الشّاعر عزّ الدّين المناصرة أنموذجًا للغنى الفنّيّ، ومثالًا للثّراء اللغويّ والأسلوبيّ، حيث يأتي هذا الشّاعر في مقدّمة المبدعين الّذين مزجوا مستويات ثقافيّة وفكريّة مختلفة في إنتاجاتهم الأدبيّة، ما جعل بناها النّصّيّة كتلة متداخلة الأجزاء، وفسيفساء فنّيّة تسترعي الاهتمام، وتفرض واقعًا أدبيًّا يستأهل الدّراسة والتّحليل بما يتضمنّه من قيم وظواهر ذات خصوصيّة فرديّة ووطنيّة للشّاعر وإبداعه في مستوياته البنائيّة والمضمونيّة المتداخلة.
وهذه الدّراسة الّتي عنوانها "بنية النّصّ في شعر عزّ الدّين المناصرة ديوان (لا أثق بطائر الوقواق) أنموذجًا"؛ تأتي لبيان تلك الجوانب الإبداعية، ولإبراز خصوصية الظّواهر الفنّيّة، وتجاوبها مع الفكر والمضمون، ولكشف قدرة الشّاعر على توظيف أدواته التّعبيريّة لخدمة رسالته الّتي هي غايته من النّصّ. واستوعبت الدّراسة هذا الكشف الفنّيّ في خمسة فصول، تناول الأوّل البنية اللغويّة للدّيوان الشّعريّ محلّ الدّراسة، وبرز فيه تميّز الشّاعر في اختياراته اللغويّة. أمّا الفصل الثّاني فعرض لقضيّتي الصّورة الشّعريّة والرّمز، ومدى تأثيرهما على بنية النّصّ. وتبعه الفصل الثّالث بتحليل البنية الدّراميّة والسّرد الشّعريّ في قصائد الدّيوان المقصود، وفي الفصلين الثّاني والثّالث ظهرت إفادة الشّاعر من أنواع الفنون المختلفة في تغذية إبداعه. وعرض الفصل الرّابع ظاهرتي المفارقة والتّناصّ، وقد استند الشّاعر عليهما في تنويع اتّصالات النّصّ مع آفاق مختلفة، هي اللغة والواقع والتّاريخ والحياة الاجتماعيّة والثّقافيّة. ووضّح الفصل الخامس أهمّ العناصر الّتي شكّلت البنية الإيقاعيّة لهذا الدّيوان، وعلاقة العناصر الموسيقيّة الإيقاعيّة بالمستوى المعنويّ. لتقدّم تلك الفصول مشتركة مكوّنات البنية الكلّيّة الأساسيّة للنّصّ الشّعريّ لدى الشّاعر عزّ الدّين المناصرة كما تضمّنها ديوانه المخصوص بالبحث والدّراسة.
