الخلاصة:
ملخّص
تمثّل الزّمكانيّة في شعر الصّراع محوراً مهمّاً في بناء القصيدة ، لأسبابٍ عدّة أهمّها : أهميّة المكان في إبراز عناصر الصّراع ، وحضور الزّمن بأشكال عدّة، فشعراء تلك الحقبة واكبوا الأحداث المحيطة، وقدّموا رؤيتهم وتصوّرهم للحروب ودوافعها المختلفة؛ لكون الشّعر انعكاساً للواقع بكل تطوّراته السّياسيّة والاجتماعيّة، فكانمن الطّبيعيّ وجود أدب الحرب في نتاجهم الأدبيّ، إذ ضمّ شعرهم تلك الحروب، وافتخارهم بالانتصارات، وغضبهم من العدوّ وممارساته، ووقوفهم بجانب سياسة دولتهم ورؤيتها، وأظهر تمسّكهم بإعلاء راية الإسلام، وترسيخ دعائم الدّولة الإسلاميّة، فتناولوا معالم بارزة لحروب المسلمين مع الرّوم، وأقوام أخرى في صراعات شتّى شكلّت سلسلة من الحروب الطّاحنة بين الطّرفين، ليصوّر الشّعراء فرحتهم بتذوّق طعم النّصر تارة ، وحزنهم من الخسارة تارة أخرى.
مثّلت الدّراسة المعنونة ب" الزّمكانيّة في شعر الصّراع مع الرّوم" حضور المكان بأشكاله المتعدّدة، وصور الزّمن بأبعاده المختلفة، وكيف شكّلت الزّمكانيّة مرآة لصراعات طويلة، فجاءت قصائدهم مليئة بأسباب الحروب ودوافعها، ومشكّلة أبعاداً نفسيّة وسياسيّة واجتماعيّة عايشها هؤلاء الشّعراء، باختلاف منابعهم وتصوّراتهم للأوضاع المحيطة بهم، فقدّموا إسهاماتهم، ليكون حضورهم فاعلاً في إنارة شعلة الحق، من خلال نتاجهم الشّعريّ، فجاء دورهم منصبّاً على إبراز تلك الحقبة التّاريخيّة، بمختلف أهدافها وتطلعاتها، فتلك القصائد الزّاخرة بالصّور والأساليب الفنيّة والأبعاد المختلفة، شكّلت مادّة توثيقيّة هي ذروة تجربة الحرب لديهم.
وحوت الدّراسة هذه الأفكار في ثلاثة فصول: تناول الفصل الأول الفضاء المكانيّ الّذي قسّم إلى فضاءات مفتوحة وفضاءات مغلقة، وجاء الفصل الثّاني بعنوان: تأثير الزّمان على أحداث الصّراع، بنوعيه الكليّ والجزئيّ، وبحث الفصل الثّالث أبعاد الزّمان والمكان المختلفة، ومنها النّفسيّة والتّاريخيّة والدّينيّة .
فشعر الحروب لم يكن حكراً على زمن دون آخر، فمنذ بدء الخليقة والإنسان في صراع مع محيطه، لأسباب ودوافع شتّى؛ لذا فهذه الدّراسة مثّلت الظّاهرة لدى طائفة من الشّعراء أخذوا على عاتقهم بيان تطلّعاتهم ومواقفهم الّتي نسجوها في أشعارهم، مدفوعين بأصالة انتمائهم وإيمانهم الرّاسخ المتين.
