الخلاصة:
مُلخّص
هذه الدّراسة "الصّورة الشّعرية في شعر بهاء الدّين زُهير" هي الدّراسة المنفردة الأولى للصّورة الشّعريّة عند البهاء، أضف إلى ذلك فالدّراسات حول شعر البهاء زُهير –حسب علمي- قليلة، وإلى جانب ذلك ففي شعر البهاء جاذبيّة تدفع للنّظر والبحث فيه، لهذه الأسباب مُجتمعة جاءت هذه الدّراسة لتُسلّط الضّوء على صور البهاء الشّعريّة، ولتظهر مواطن الجمال الشّعريّ الّتي امتاز بها.
وقامت هذه الرّسالة على توطئة تحدّثت فيها عن سيرة البهاء وشعره، وثلاثة فصول، الفصل الأوّل بعنوان: مصادر الصّورة الشّعريّة، وهذه المصادر جاءت في مصدرين: الأوّل الموروث، واشتمل على خمسة عناوين فرعيّة: الموروث الدّيني بفرعين، الفرع الأول: الموروث الدّيني الإسلامي بقسمين، القسم الأوّل: القرآن الكريم بثلاثة أقسام: اللّفظ والعبارة، والشّخصيّات، والقصّة، والقسم الثّاني علم الحديث. والفرع الثّاني: الموروث الدّينيّ المسيحي. والموروث التّاريخيّ، والموروث الأدبيّ، والموروث اللّغويّ، والأمثال. والمصدر الثّاني: البيئة الّذي انقسم لقسمين: الطّبيعة، والمذاهب الفكريّة.
والفصل الثّاني بعنوان: أنواع الصّورة الشّعريّة، وهي خمسة أنواع، الأوّل الصّورة الحسيّة، الّذي انقسم لستّة أنواع، البصريّة، والسّمعيّة، والشّميّة، والذّوقيّة، واللّمسيّة، وتشارك الحواس. والثّاني الصّورة العقليّة، والثّالث الصّورة الإيحائيّة، والرّابع الصّورة المُفردة، والأخير الصّورة المُركّبة، الّذي انقسم لثلاثة أشكال، الأوّل حشد الصّور، والثّاني البُنية الدّراميّة، والثّالث الصّورة المزدوجة.
والفصل الثّالث بعنوان: تقنيّات الصّورة الشّعريّة، وهي ستّ تقنيّات، الأولى المُحسّنات البديعيّة، اشتملت على ثلاثة مُحسّنات، أوّلًا: الجناس، ثانيًا: التّضاد، ثالثًا: المُفارقة. الثّانية الحركة، الثّالثة توظيف لغة الحرب في شعر الحبّ، الرّابعة الزّمكانيّة، الخامسة اللّون، السّادسة الأنسنة.
وخلصت الدّراسة لعدّة نتائج تصب في طريقة البهاء في تشكيله لصوره الشّعريّة،امتاز شعر البهاء بالسّلاسة والعذوبة، وهذا الأمر انعكس بدروه على صوره الّتي خرجت منسابة القول، غير متكلّفة في أغلبها، مع وجود بعض الصّور الّتي فيها نوع من التّعمد، إمّا لإظهار المقدرة، أو للحظيّة القول. وقد برزت شاعريّة البهاء في موضعين تحديدًا؛ المدح والغزل، وهذا ما يُفسّر رؤية صور بجودة فنّيّة أعلى في هذين الموضعين. ووظّف البهاء الموروث بشتى أنواعه، لكن الموروث الأقوى والأكثر وفرة هو الموروث الدّيني، الّذي وظّف بفرعين: الموروث الدّيني الإسلامي، وقد ظهر بمساحة كُبرى، والموروث الدّيني المسيحي، ولم يظهر إلّا في توظيف يتيم.وبرزت شاعريّة البهاء في موضعين تحديدًا، هما المدح فالغزل، وهذا ما يُفسر رؤية صور بجودة فنّية أعلى في هذين الموضعين. والموروث الدّينيّ صاحب المساحة الكُبرى في صور البهاء الشّعريّة، وصاحب الجودة التصويريّة الأقوى والأكثر جاذبيّة. وأثبتت الطّبيعة التصاقها القوّي بالإنسان عامّة والمبدع خاصّة، فورودها حالة إلزاميّة في قوله، فلا يمكن تخيّل ديوان شاعر دون وجود للطّبيعة في أبياته. وجاء توظيف البهاء للمحسّنات البديعيّة سلسًا عفويًّا في بعض الصّور الشّعريّة، وفي قليل منها متكلّفًا. وساهمت أساليب: التّضاد والحركة والأنسنة بدورٍ فعّال في إثارة النّص وحيويته. وحضر المكان بقوّة وبدور لافت مقارنة بالزّمن الّذي حضر بصورة ضعيفة.