Abstract:
الملخص
هذه الدراسةتبحث في موقف الحزب السّوري القوميّ الاجتماعيّ من القضيّة الفلسطينيّةفبدأت بالتعرف على الظروف السّياسة الدولية في لبنان وسوريا قبل تأسيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ بشكل علني عام (1932م)، ومدى تأثير هذه الظّروف في تشكُّلِ وعيِ مؤسس الحزب أنطون سعادة وثقافته، سواء تلك الظّروف التي كانت في لبنان، مسقط رأسه أم في البرازيل بلاد المهجر والمنشأ، كما بينت الدراسة الإدارة الداخلية للحزب ولمبادئه، ولمراسمه الدستورية، وبتحليل ما جاء به من مواد مدى السّلطات التي يتمتّع بها الزعيم أنطون سعادة داخل الحزب، فهو اعتبر نفسه صاحب الشّارع على اعتبار أنّ الحزب هو صنيعته وخليقته، ولا يجوز للأعضاء استشارته في أمور الحزب الداخلية، فهو الآمر والناهي في كل ما يتعلق بالحزب، أما الأعضاء فلهم الطاعة وتنفيذ الأوامر فقط، كذلك ناقشت الدراسة منطلقات الحزب الفكرية القوميّة كموقفه من العروبة، حيث رفض فكرة وجود قومية عربية واحدة، كما رفض الحزب فكرةَ إمكانيةِ وجود وَحدةٍ عربيةٍ ليناديَ بدلًا عن ذلك بوجود جبهةٍ عربيةٍ تضم أمم العالم العربيً الأربع: السورية، والمصرية، والمغربية، والعربية، أما موقفه من الديمقراطية فقد اتسم بالرفض والنقد التّامّيْن، فمن وجهة نظر أنطون سعادة فإن الديمقراطية تفتقر إلى عقيدةٍ خاصةٍ بها، وبالتالي تفتقد إلى نظرةٍ خاصةٍ بالكون والحياة، والإنسان، في حين اعتبر سعادة الدين بأنه منافٍ للقومية ومعادٍ لها، لهذا فالحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ يعد من الأحزاب العلمانية التي ترفض تدخل الدين ورجال الدين في السياسة، لأن تدخلهم من شأنه أنّ يحط من قدر الدين وشأنه، كما وبينت الدراسة الدور السياسي والنضالي الذي لعبه الحزب في معارك فلسطين على الرغم من محدودية قواته، إلا أنها كانت ذات أثر فعّالٍ في المعارك وفي إبراز المزايا الجندية السّوريّة في فلسطينولتحقيق أهداف الدراسة انتهجت الباحثة مناهج علمية منها: المنهج التاريخي(الوصفي\ التحليلي) من أجل الإلمام الشامل بموضوع الدراسة، حيث استخدم المنهج التاريخي لسرد نشأة وتاريخ تأسيس الحزب السّوري القوميّ الاجتماعيّ وأهم المحطات التي مر بها الحزب وزعيمه أنطون سعادة، كما استخدم المنهج الوصفي/ التحليلي للتعرف على ظاهرة الدراسة وفهمها وتحليلها واستخدام الباحثة أداة المقابلة، لتسليط الضوء على ظاهرة الدراسة وقد تم الرجوع للمصادر والمراجع المتمثلة بالكتب، والدراسات السابقة، والمجلات بالإضافة إلى مواقع الانترنت.
تتكون الدِّراسة من مقدمة ومدخل تمهيدي وأربعة فصول: احتوت مقدِّمة الدِّراسة على : سبب اختيار موضوع الدراسة، وأهمية الدِّراسة، والأهداف، والأسئلة، والمنهجيَّة، والدِّراسات السَّابقة، إضافة إلى ذلك تحديث المدخل تمهيدي عن الأوضاع العامة في لبنان منذ نهاية القرن التاسعَ عشرَ، وبداية القرن العشرين ولما لهذه الأوضاع من دور فاعل في نشوء التيارات السّياسيّة والفكرية في لبنان، وكذلك تناول التعريف بأنطون سعادة من حيث (أسرته، ونشأته، ومؤلفاته ومراحل حياته) والتي قسمتها إلى خمس مراحل، وفي الفصل الثاني فقد عرض مراحل نشأة الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ حيث قسم إلى مرحلتين: مرحلة التأسيس والعمل السري للحزب من عام (1932-1935م)، مرحلة العمل العلنيّ والنضال المسلّح للحزب في فلسطين خلال الفترة الممتدة من عام (1937-1947م)، أمَّا الفصل الثالث فقد خصص لعرض منطلقات الحزب الفكرية متناولًا موقف الحزب من مسألة العروبة، ومن الدين، ومن الديمقراطية ومن الاشتراكية ومن الشّيوعيّة وموقفه من الأحزاب الفاشية والنازية، وتناول الفصل الرابع والأخير أبرز محطات الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ تجاه قضيّة فلسطين، فقد عمدت الباحثة إلى رصد أهم مشاركات الحزب في معارك فلسطين، وأسماء القوميين السوريين البارزين في فلسطين بالإضافة إلى بيان موقف الحزب من بعض الأحداث السياسية التي وقعت في فلسطين. خرجت الدراسة بعدد من النتائج أبرزها: أنّ أنطون سعادة عندما فكر في تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي كان هدفه بالدرجة الأولى، هو شق طريق الأمة السورية نحو الاستقلال والوحدة من جديد هذا المشروع الذي نادى به سعادة شمل الأمة السورية كلها بالإضافة إلى أن فكرة تأسيس الحزب تقوم أساسًا على مقاومة القومية العربية والمناداة بالقومية السورية، وهنا خالف سعادة مبدأ الوحدة العربيّة عندما نادى بقوميّة سوريا؛ حيث جعلها القوميّة السائدة على بقية القوميات العربية وهذا لشيء مخالف لطبائع شعوب البلاد العربيّة وعقلياتهم ونفسيّاتهم، كما وألقى سعادة اللائمة في كارثة فلسطين على جميع الاطراف سواء داخل فلسطين أم خارجها، ووجد أنّ تحرير فلسطين يتركز على أمرين هما: الكفاح المسلح، وسلاح النفط لما لهما من دورٍ فعالٍ واستراتيجي في تحرير فلسطين من أيدي اليهود.