الخلاصة:
ملخّص الدراسة باللغة العربية
تُعنى هذه الدراسة بالبحث في العنصرية في الأندلس من الفتح حتّى سقوط الخلافة الأموية ،حيث ظهرت العنصرية في الأندلس منذ بدايات الفتح الإسلاميّ لهاـ ولفهم العنصرية كان لا بدّ من البحث في تعريفها فيما يتناسب مع موضوع الدراسة ، وقد قطن الأندلس في حينها عناصر وأجناس مختلفة، من العرب والبربر والمولّدين والنصارى وأهل الأندلس والمستعربين ، وكان لكلّ عنصر من العناصر دور في بروز العنصرية التي أدت إلى سقوط الخلافة الأموية ، نتيجة لقيامها بالثورات والفتن ضدّ الحكم الأمويّ .
وقد كان للعنصرية دور وتأثير في مجالات الحياة المختلفة، سواء كانت اجتماعيّةً، أو سياسيّةً، أو فكريّةً، فكان تعصُّب العناصر المختلفة لعرقها ،إضافةً إلى الطبقية في المجتمع ، حيث لم يكن هناك عدل في الحصول على المناصب والوظائف في الدولة ، وفي الحصول على الثروات ، ومن الناحية السياسيّة فقد تمّ التعبير عن العنصرية على شكل ثورات كان سببها إما الحقد والكراهية لأسباب عرقيةٍ وقوميةٍ، أو بسبب شعور بعض العناصر بالظُّلم وعدم حصولها على حقوقها ، أما فيما يتعلّق بالناحية الفكرية، فكان لفرض مذهب واحد وهو المذهب المالكيّ الحدّ من الحرية الفكرية، والتنكيل بالمفكّرين والفقهاء الذين خالفوا هذا المذهب واتبعوا غيره .
وحتّى تنهضَ الخلافة الأموية بنفسها كان لا بدّ من القيام بأمور عديدة للتخفيف من حدّة العنصرية؛ لذلك واجهت الثورات باستخدام القوة المسلّحة ، إضافةً إلى استغلال المصاهرة لعمل مزج بين العناصر الأندلسيّة والمزج الثقافيّ، وكذلك وجود حكومة قويّة تُمسك بزمام الدولة، ولا تسمح لأيّ حاقد باستغلال أيّ نقطة ضعف في المجتمع الأندلسيّ .
على الرغم من القيام بإجراءات تحدّ من العنصرية، إلا أنّ العنصرية كمصطلح لم يكن متعارفًا عليه ، ولم تبذل الدولة الأمويةُ في الأندلس وسعها للتخفيف من حدّتها ، فالوسائل السابقة وإن استخدمها الحكام الأمويّون كانت قد استُخدمت للحفاظ على مكانتهم في الحكم ، وليس للتصدّي للعنصرية بشكل مباشر .
