Abstract:
الملخّص
مصطلح التناصّ (Intertextuality) من المصطلحات الحديثة التي وفدت من النّقاد الغربيين إلى النقّاد العرب الذين تلقّفوه وأخذوا يدرسونه تعريفاً وأهمية وجذوراً وأشكالاً ويطبقونه على الشعر ويخصّون بذلك التناص في الشعر الحديث، لِمَا لدراسة علاقات النص بغيره من أثر في النهوض بدلالات الشعر وإعطائها أبعاداً جديدة.
وقد تناول هذا البحث التناصّ نظرياً من حيث مفهومه وأهميته وأشكاله، ثم تطبيقياً عبر دراسته في شعر العماد الأصفهاني وهو من شعراء الدولتين الزّنكيّة والأيوبية، حيث إنّ الشعر في تلك الفترة اعتمد في غالبه على ما سبقه من نصوص سواء أدينية كانت أم شعرية أم تاريخية جعلت الشعر يتجه نحو التقليد ويتميّز بتوظيف الشعر العباسي واتخاذه مثالاً متّبَعاً في مرحلة فاصلة من مراحل التاريخ الإسلامي.
قُسّم هذا البحث إلى تمهيدوثلاثة فصول وخاتمةوقد جاء التمهيد دراسة نظرية لمفهوم التناصّ في النقد الحديث، بينما بدأت الفصول بالتناصّ الديني ثم التناص الأدبي وانتهاء بالتناص التاريخيّ، وفيها درس الباحث شعر العماد من جهة تأثره بنصوص القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر في عصوره السابقة للعصر الأيوبي وكذلك من جهة توظيف الشخصيات الإسلامية والأدبية والتاريخية والأمثال العربية، وتبيّن من ذلك أنّ العماد كان يدرك دور التناص في شعره وهو يسعى إلى توظيفه بطريقة يَظهر فيها إبداعه ولا يكون مجرد ناقل لكلام غيره، إلا أنّ شغفه بالجناس قد أفسد عليه كثيراً من شعره.
وقد خرج البحث بنتيجة أساسية هي أنّ العماد كان صاحب رسالة عظمى وهي توظيف شعره في صدّ الصليبيين وطردهم وتحرير بيت المقدس منهم، وقد وظّف الموروث على اختلاف أشكاله في شعره ليكون دافعاً للمسلمين وقادتهم لبلوغ تلك الغاية.