Abstract:
الملخص
تتناول هذه الدّراسة "اللون ودلالاته في شعر ابن نباتة المصريّ"،وتهدف إلى تتبّع الظّواهر اللونيّة فيشعره وإحصائها،ومن ثمّ الوقوف على الشّواهد التي برز فيها عنصر اللّون في شعره، وتناولها بالدّرسوالتّحليل، وقد جاءت الدّراسة في ثلاثة فصول.
جاء الفصل الأوّل منها بعنوان"دلالات اللّون في شعر ابن نباتة"، وفيه توضّحت نسبةُ تكرار كلّ لون من الألوان التي تضمّنها ديوانه، وعرض دلالاتها (الأبيض،والأسود،والأحمر،والأخضر،والأصفر،والأزرق)،وهي دلالات في أغلبها تكشف التّواصل بين الموروث الإنسانيّ والموروث العربيّ حول مفاهيم الألوانورمزيّتها، وآليّة التّعاطي معها تبعا للمستويات الفكريّة والذّوقيّة والمعتقدات الدّينيّة، وقد بيّن هذا الفصـل بروز اللّونين الأبيض والأسود أكثر من غيرهما؛ وذلك لاتّساع دلالاتهما فياستيعاب أفكاره، وتحمّل مظاهر شكواه، ثمّ يأتي بعد ذلك (الأحمر، فالأخضر، فالأصفر)، وأمّا اللّون الأزرق فكان قليل الحضور قياسًا مع غيره من الألوان.
كما عرّجت الدّراسة في هذا الفصل على الأبعاد النّفسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة والأسطوريّة والرّمزيّة التي كان للّون دور في التّعبير عنها، وتوضيح جوانبها، فمن الناحية النّفسيّةكانت الألوان وسيلة الشّاعرللتّعبيرعنمشاعره النّفسيّة،وما ينتابها من أفراح وأتراح، معتمدًا في عرضهاعلىقدرته الّلغويّة ومخزونهالفكريّ لبيانها ،أمامنالنّاحيةالاجتماعيةفجاءاستخداماللونللإشارة إلى عدد من العاداتالاجتماعيّةالتي عرفتعندالعرب، لا سيما في عصره.وفي الجانب الدّيني وظّفتالألوان لترمز إلى أبعاددينية تظهر تأثّره بالعقيدة الإسلاميّة.وفيالبعدالأسطوري وظّفالشّاعرالألواندالًّا بهاعلىثقافتهواتّصاله بالموروث والإفادة منه، وكشف البعد الرّمزي عن مسايرة الشّاعرلصنعةعصره وإبداعه فيها. .
وأمّا الفصل الثّاني فتناول "اللّون ودوره في تشكيل الّصورة الحسّيّة"، وفيه دراسة للصّورة الحسيّة التي كان اللّون عنصرًا أساس في تكوينها بما يحمل من دلالات وإيحاءات حسيّة، فدرستالصّورة الحسّيّة بأنواعها: البصريّة، والشّميّة، والذّوقيّة، واللّمسيّة، والسّمعيّة؛ولأنّ للّون دورًا في تركيبها، فقدوضّحت الدّراسة ارتباطه بعناصر الصّورة كالزّمان والحركة والصّوت،وبيّنت أثره في مساندة هذه العناصر؛لإنتاج الصّورة الكاملة.
ثم جاءت الخاتمة لتلخّص أهمّ ما توصلت إليه الدّراسة من نتائج، وما تمخّض عنها من توصيات تفيد الدارسين، وتطلعهم على بعض الموضوعات التي يمكن تناولها بالبحث والدّراسة في شعر ابن نباتة
وتستند الدّراسة إلى مجموعةمنالمصادروالمراجع التي شكّلت جوهرها، وأثرت متنها،وأوّلهاديوانابن نباتة الذي تتمحور حوله الدّراسة، فيعدّ مصدرًا رئيسًالها،ومنالمعاجمكان( لسانالعرب)هوالمعجمالأساسالذياعتمدته الدّراسة، إضافة إلى عدد من المصادر والمراجع كان أهمّها: الملمّع للنمريّ، وفقه اللّغة وأسرار العربيّة للثّعالبي، واللّغة واللّون لأحمد مختار عمر، إلى جانب عددمنالدّراساتوالأبحاثالتيساعدتعلىإتمامهذهالدّراسة
أمّا عن الصّعوبات التي واجهت الباحثة فكان أهمّها عدم العثور على نسخة محققّة لديوان ابن نباتة المصري.
وفي وسط هذا كلّه كان لا بدّ من منارة يهتدى بها، فيرجع إليها عند الحاجة لتقويم المنهج، وتعديل خطّ سير الدّراسة، وهنا لا يفوتني أن أتقدّم بموفور الشّكر وخالص التقدير للدّكتور بسّام القواسمي على نصحه وإرشاده وتقديم الفائدة، حتّى استوت هذه الدّراسة على سوقها.
وأخيرًا إنّي تعلّمت من هذه الدّراسة الكثير، وإن اعتراها أيّ نقص أو زلل ، فأملي أن أجد من يتجاوز هذا النّقص ويجبر ذلك الزّلل.