Abstract:
ملخَّص باللُّغة العربيَّة
حظيتِ القصَّة الغَزِلَةُ في الشِّعر الأُمويِّ باهتمام طائفة كبيرة منَ الباحثين ؛ فانعقدت حول هذا الموضوع مجموعةٌ منَ الدِّراسات الَّتي تناولت جوانبَ كثيرة ومُهمَّة منه . وقد ركَّزت هذه الدِّراسات جميعُها – فيما اطَّلعت عليه – على دور المبدع في تشكيل هذا القصص ، مطَّرحة دور المتلقِّي ، الَّذي تمنحه مناهج ما بعد الحداثة ، كالبنيويَّة والتَّفكيكيَّة ، دورًا يكافئ – إن لم يكن يجاوز عند بعضهم – دور المبدع نفسه .
وقد انعقدت هذه الدِّراسة ، لأجل أن تقدِّم مقارَبة عن الصُّورة الَّتي يكون عليها هذا القصص في ضوء حضور المتلقِّي كشريك في العمليَّة الإبداعيَّة ، وما يُمكن أن يضيفه هذا الحضورُ من قيمة لهذا القصص ، إنْ منَ النَّاحية المعرفيَّة ، أو منَ النَّاحية الفنِّيَّة .
وقد جاء البحث في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة . تناول التَّمهيد الأُصولَ المعرفيَّة والنَّقديَّة لنظريَّة التَّلقِّي ، معَ نُبذة تاريخيَّة مختصرة عن ظروف نشأة هذه النَّظريَّة . وتحدَّث الفصل الأوَّل عن معايير التَّلقِّي في القصص موضوعِ الدِّراسة ، من خلال الحديث عن ثقافة المتلقِّي الأُموي ، وعلاقته بالمبدع ، وتلقِّي الشُّعراء عن بعضهم . فيما تناول الفصل الثَّاني – وكتوطئة للفصل الثَّالث – المفاهيم الإجرائيَّة لنظريَّة التَّلقِّي ، ودورَها في التَّشكيل القَصصي . وجاء الفصل الثَّالث في العناصر القصصيَّة في ضوء النَّظريَّة موضوع الدَّرس .
وقد خلصت هذه الدِّراسة إلى مجموعة منَ النَّتائج كان من أهمِّها : أولا – أنَّ ما اصطلح الدَّارسون على تسميته بالقصص الشِّعريَّة لم يكن أكثر من مجرَّد افتتاح لعمليَّة القص ، وأنَّ المتلقِّي الأُموي – من خلال استجاباته للنَّص – كان يضيف على النَّص الأوَّلي أبعادًا جديدة ، تنتقل بالنَّص إلى آفاق أبعد . ثانيا – كان المتلقِّي الأُموي يعي أبعاد دوره القصصي ، ويتصرَّف على أساس من هذا الوعي . وكشخصيَّة من شخصيَّات هذا القصص ، وبحكم المُعايشة ، كان المتلقِّي الأُمويُّ يفهم هذا القصص كما لا يفهمه غيرُه ، بوصفه يعيش في البؤرة منه ، وبما يمنحه هذا من ملء فجوات النُّصوص ، بما يعرفه ويعاينه من شخصيَّات وأحداث ، وفضاء هو في الحقيقة جزءٌ منه . ثالثا – اعتمدتْ عمليَّة القصِّ على التَّجميع ، فكوَّنتِ المشاهد المنفصلة في ذهن المتلقِّي قصصًا كُبرى ، فكان كلُّ خبر من الأخبار ، أو نصٍّ شعري ، يملأ فجوة من فجوات هذا القصص ، الَّذي كان فعلا يواكب حركة الحياة .
وبعد ، فأرجو أن تكون هذه الدِّراسة قد وُفِّقت في تناول الموضوع على الوجه الَّذي يُحقِّق الغاية المرجوَّة منه ، وأرجو – كذلك - أن تكون فيها إضافة جديدةٌ لموضوع الدِّراسة ، تكون خطوة إلى الأمام ، لأجل فهم أكثر عمقًا واتِّساعًا لهذا القصص ، الَّذي شكَّل النَّموذج الأكثر نضوجًا للقصَّة العربيَّة في عصورها الأدبيَّة القديمة .
Abstract
Many researchers showed great interest in the Umayyad erotic poetry, so many studies had been made about this subject and the different sides relating it. These studies focused, as the researcher recognized, on the creator role in forming this type of story, ignoring the role of respondent; to whom the Postmodern approaches, as synthesis or analysis, gave equal, if not better in some cases, than the role of the creator himself.
This study aimed at introducing image approach of such story in the presentence of reading respondent, as a partner in the creative process, and what such presentence may add to the value of the story either in knowledgement side or in technical one.
The study consists of one preface, three chapters and conclusion; the preface covered the cognitive and critical origins of the reader response theory, in addition to historical brief of its rise circumstances. While the first chapter discussed the criteria of reader response in the story through handling the culture of Umayyad reading respondent in relation with creator and the reading response among poets themselves. Then second chapter treated - as introductory to the third part – procedural concepts of reader response theory, its role in story formation. Finally, third chapter discussed the fictional elements in the light of the theory the study about.
The study concluded few results as follows: firstly, what researchers, traditionally, called the poetry fiction was merely the starting of narrative process, and the Umayyad reading respondent used to add new dimensions, which shifted through further horizons.
Secondly, the Umayyad respondent was aware of his fictional role and behaved accordingly. And a part of the persons of the story, affected by experience, Umayyad respondent understood these stories better than anybody else because he was in its center, which helped him to bridge the text gaps with the events and persons he knew, and the space as a part.
Thirdly, narration process depended on accumulation, which made separate scenes in wide story in the mind of reading respondent. Therefore, each news or poetry text filled a gap of the story that kept pace with life movement.
Finally, I hope my study fulfills all the points and covers the desired aims, to add new knowledgement for the researchers later, and to find deep recognition for this story art, which formed the most maturing pattern of the Arabic fiction in the literary ancient ages.