الخلاصة:
ملخّص
تكشف الدراسة انشقاقات طبقات المجتمع الإسرائيليّ، وتبيّن مكانة الأقليّة العربيّة فيه، وتستقصي الدراسة أهمّ البواعث التي ساهمت في تشكيل صورة العربيّ عند الروائيّين اليهود الإسرائيليين، فتمرّ الدراسة بأهمّ الأحداث التاريخيّة في حياة الشعب اليهوديّ، وتظهر أحكام التوراة المتعلّقة بالأغيار، وتعدّد الأحزاب السياسيّة التي تشكّل الحكومة وتؤثّر على الرأي العامّ، ثم تَعرُج على أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدة، وتقف على منصّة المسرح اليهوديّ الإسرائيلي. ومن ذلك كلّه ترسُم الدراسة اللوحة النهائيّة لصورة العربيّ.
إنّ الروائيّ اليهوديّ الإسرائيلي يعتمد على هذه اللوحة في خلق الشخصيّة العربيّة، فاعتمدت الدراسة منهجًا وصفيًّا تحليليًّا في رصد صورة العربي المتكوّنة في ذهن الآخر اليهوديّ الإسرائيلي، وجعلت من الرواية العبريّة مرآة تنعكس عليها هذه الصورة، فحدّدت حضور الشخصيّة العربيّة فيها، وتَتَبَّعتها في إمعان، وتَقصّت تحرّكاتها في المكان، وقاست تفاعلاتها في المجتمع، وتغلغلت في نفسيّتها محاولة فهم وِجدانها.
وقفت الدراسة عند رواية "ياسمين" لإيلي عمير نموذجًا، التي برز فيها دورُ الشخصيّة العربيّة، وحاولت تحليل جملة من المواقف التي دارت في فضاء الرواية، لتكشف عمّا يختلج في نفس الروائيّ اليهوديّ الإسرائيلي، الذي كان يصبغ هذه الصورة بألوانه الخاصّة بحسب الحاجة، فتراه يخلق شقوقًا بين صفوف العرب، ويوسّع هذه الشقوق مع مرور الأحداث، فجاءت الدراسة لتمنع هذا عن طريق فهم الشخصيّة العربيّة بصورة أدقّ عبر أدب الآخر، ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنّ الروائي اليهودي الإسرائيلي يجعل العربي والمسلم وجهين للعملة نفسها، فهما متلازمان، ويصور الروائي اليهودي الإسرائيلي المرأةَ العربية على أنها شخصية مضطهدة وساذجة ومكبلة في بيتها، تستغيث من جور المجتمع العربي.
