البحريّة الإسلاميّة في الأندلس منذ تأسيس الإمارة إلى نهاية عصر الخلافة

Abstract

كان الفتح الإسلاميّ لشمال أفريقيا ، وإسبانيا في زمن الخلافة الأموية في دمشق ، وقد امتدت فترة الخلافة الأموية في بلاد الشّام اثنان وتسعين عامًا، وبعد سقوطها على أيدي العباسيّين ،اتجه أحد أفراد البيت الأمويّ وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المُلقب (بالداخل) هاربًامن مذابح العباسيّين إلى المغرب الأقصى ، ثمَّ الأندلس، وتمكن من السَّيطرة عليها ، وتحويلها إلى إمارة قوية مستقلة استقلالا تاما بِشؤونها الداخلية، والخارجيّة عن الخلافة العباسّية ، وعمل على بناء جيش قويّ استطاع من خلاله هزيمة أعدائِه في الداخل ، والخارج ، وكان ذلك سنة 138ه/756م. وقد شهدت الأندلس العديد من التطورات منذ سيطرة عبد الرحمن الداخل عليها ، وحتى قيام الخلافة الأموية على يد عبد الرحمن بن محمد والمُلقب (بالناصر) ، حيث تمكّنَ الأمويّون خلال هذه الفترة من بناء دولةٍ قويةٍ سواء في المجال السّياسيّ ، أو العسكريّ ، أو البحريّ. وقد واجه أمراء بني أمية وخُلفاؤهم العديد من الصعوبات الداخلية المتمثلة بالثورات ، والفتن المشتعلة في كلِّ ناحية من البلاد ، إلا أنهم استطاعوا _بفضل حنكتهم_ توحيد البلاد جغرافيًا وسّياسيًا، وعملوا على إنشاء الجيش الأمويّ ، وتنظيم وحداته العسكريّة ، من أجل الحفاظ على حدود الأندلس الجغرافية. بالإضافة إلى المصاعب الداخلية التي واجهتم ، كان هناك العديد من الأخطار الخارجيّة التي تحيط بالأندلس ؛ ومنها : خطر لم يسبق أن تعاملت الأندلس معه من قبل ، وهو الغزو النورمانديّ على سواحلها ، والذي جاء من أقصى شمال أوروبا ، من أجل النهب، والسلب لخيرات المناطق التي يغزونها ، وكان أول ظهور للنورمان في عهد الأمير عبد الرحمن بن الحكم سنة 229هـ/844م وكان ظهورهم مفاجئًا لسكان بلاد الأندلس ، وخاصّة سكان مدينة إشبيلية التي دمَّروها وبقي هذا الخطر قائماً إلى عهد الحكم المستنصر، ونتيجة لهذا الغزو أدرك أمراء بني أمية وَخُلفاؤهم إلى ضرورة بناء قوى بحرية ، وإنشاء أساطيلَ قادرةٍ على حماية البلاد من أيّ غزو جديد. وتمثلتِ الأخطار الخارجية أيضًا بالممالك النصرانية بالشمال ، وخطر الدولة الفرنجية الذي كان من أقوى التهديدات للدولة الأموية في الأندلس ، فقد حاول الفرنجة إضعاف قوة الأمويين في البلاد من خلال تشجيع حركات التمرد على أمراء بني أميّة ، وخاصة بعد وفاة عبد الرحمن الداخل الذي استطاع التصدّي لهم ، وهزيمة شارلمان الذي كان يطمع في توسيع إمبراطورتيه في الأندلس إلا أنَّ أمراء بني أمية واجهوهم بالقوة العسكرية ، وعدم السماح لهم بدخول البلاد. ومِن أهم الأخطار التي واجهت الأمويين خطر الدولة الفاطميّة في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر ،وقد كانهدفها غزو الأندلسلتصبحَ تابعةً لخلافتها ، وكان خطر الدولة الفاطميّة عظيمًا على بني أمية في الأندلس ؛ لامتلاكها قوةً بحريةً عظيمة ٍفي المغرب ، وصقيلية، التي عملت على تقويتها وتطويرها منذ تأسيسها ، وتشييدها مما أدى إلى اهتمام عبد الرحمن الناصر بتقوية البحرية الأندلسية وبناء المدن البحرية ، وبناء أسطول ضخم ، يجابه الأسطول الفاطميّ في البحر المتوسّط ، بالإضافة إلى تحصين الثغور. وكانت الأساطيل التي بناها أمراء بني أمية وخُلفاؤهم تتميز بالجودة التامة في البناء ، والصّنع والإعداد ، وكانت تحتوي على العديد من السفن الحربية الكبيرة ، والصّغيرة التي تحتوي على الأسلحة الحربية ، ومعدات القتال متقنة الصّنع. وقد أدّتِ البحرية الأندلسّية دورًا هامًا في الحياة العامة بالأندلس ، وبالفتوحات ، وفي مواجهة الأخطار الخارجيّة المحيطة بها ، وأيضا والأسطول الحربيّ بنشاط كبير في حوض البحر المتوسّط والمحيط الأطلسيّ ، حيث تمكّنَ من السّيطرة على بعض الجزر المهمّة ، ومع مرور الزمن أصبح للأندلس أسطولٌ ، وجيشٌ قويّان أسهما في بناء الحضارة العربية الإسلاميّة فيها ، وقد امتدت فيها قرونًا طويلةً ، بحيث أصبحت نموذجًا فريدًا في ذلك الوقت.

Abstract The Islamic conquest of North Africa and Spain occurred during the Umayyad caliphate in Damascus. The Umayyad Caliphate in the Levant continued for 40, then ended by the Abbasids. Afterwards, one of the Umayyads who was called as Abdel-Rahman Bin Mu’awiyah Bin Hesham (known as Addakhel), who escaped the Abbasids massacres to the far west and then to Spain. He then was able to take over the area and turned it into a strong and independent emirate, with strong army which enabled him from defeating all his internal and external enemies by the year 138 Hijri/ 756AD. After the takeover of Abdel-Rahman Addakhel Al-Andalus went through huge developments resulting in the establishment of the Umayyad Caliphate by Abdel-Rahman Bin Mohammad (known as the Victorious- Annaser) who enables the Umayyads to establish a strong nation in all aspects as politics, military and navigation. The Umayyad princes and caliphs faced many internal obstacles such as revolutions and discords in all regions of the nation. Nevertheless, they were able to unify the parts of their nation geographically and politically due to their cleverness and political tactics forming the Umayyad army, organizing its military units to protect the geographical borders of Al-Andalus. Adding to all these internal obstacles, there were many external dangers surrounding Al-Andalus like: the Normandy invasion of its coasts which was the first of its kind for the leaders of Al-Andalus which came from the far north of Europe for the sake of robbery and stealing of the assets and properties of the areas they invaded. The first appearance of the Normans was in the time of Prince Abdel-Rahman Bin Al-Hakam in 229 Hijri/ 844 AD. This appearance was surprising for the people of Al-Andalus especially the people of Seville which was destroyed by the Normans. This danger continued and as a result of this invasion, it was necessary for the Umayyad caliphs and princes to realize that building a strong naval fleets to protect the country was an urgent need to face any future invasion. Other external dangers included the Christian kingdoms in the north, and the danger of the Franks who was one of the strongest and most dangerous threats for the Umayyad nation in Al-Andalus. The Franks tried to weaken the power of the Umayyads in the nations through encouraging uprising discords against them, namely after the death of Abdel-Rahman Addakhel who was able to face them and defeated Charlman (Who tended to expand his empire in Al-Andalus). The Umayyad caliphs and prices faced him and prevented him from breaking through the country. Another danger for the Umayyads was the danger of the Fatimid Caliphate in the time of Caliph Abdel-Rahman the Victorious. Fatimid tended to invade Al-Andalus to expand their Caliphate. This danger was a great one for the Umayyads in Al-Andalus because they had powerful naval forces in the Morocco and Sicily which were the two powerful cities in the nation. This made Abdel-Rahman the Victorious to build and strengthen the Andalusian naval forces and coastal cities on the Mediterranean. The fleets, which were built by the Umayyad caliphs and prices, were of high quality in the building, establishing and preparation and included many military fleets (small and big) armed with military and army weapons and equipment. The Andalusian naval fleets played a great role in the public life in Al-Andalus, in conquests and on facing the surrounding external dangers. Moreover, this fleet had many activities in the Mediterranean and the Atlantic Ocean. It was able to take over some of the important islands. By the time, Al-Andalus created its own fleet and army which contributed in building the Arab- Islamic Civilization in Al-Andalus. This civilization extended over long centuries of time and became a unique example at that time. .