جَمَالِيَّاتُ التَّنَاصِّ فِي شِعْرِ هَارُوْن هَاشِم رَشِيْد

Abstract

مُلخّصُ الدِّراسةِ تهدفُ هذهِ الدّراسةُ إلى البحثِ في ظاهرةِ (التَّناصِّ) النّقديّةِ الحديثةِ، الّتي تكاثفتْ لدراسَتِها الجهودُ العِلْمِيَّةُ؛ كونها تُعَدُّ امتدادًا لِمَا جاءَ بِهِ القُدَمَاءُ مِنْ أَسَاليْبَ وتِقْنِيَّاتٍ أدبيّةٍ شكَّلَتْ اللَّبِنَةَ الأُولى لَهَا، فَهِيَ تَخْتَرِقُ السَّطْحِيّةَ اللّفظيّةَ إلى البَواطِنِ المَعْنَوِيَّةِ، وتجمعُ بينَ المُتَبَايِنَاتِ في الخِطاباتِ الأدبيّةِ؛بُغيَةَ الإلماحِ إشاريًّا إلى آفاقٍ دلاليّةٍ تعكِسُ وعَيَ الأديبِ ووَعيَ الجماعةِ. والميزانُ الوحيدُ لإِيْقَانِ التّناصِّ هُوَ المُتلقّي بِمَا يَمْلِكُهُ مِنْ ثَقَافَةٍ ودِرَايَةٍ تُسَاعِدانِهِ في كَشْفِ الأبْعادِ السِّيميائِيَّةِ، فَهِيَ تَتَخَطَّى حُدودَ الفِطْنَةِ وشَدِّ الانتباهِ إلى إِبرازِ التَّوتُّرِ الدَّلاليِّ من خلال التَّلاقِي بَيْنَ النُّصوصِ السّابِقَةِ والنُّصوصِ اللّاحِقَةِ. وجاءتْ هذهِ الدِّراسةُ بِعُنْوَانِ (جماليّات التَّناصِّ في شِعْرِ هارون هاشم رَشِيْد)، وتَعْرِضُ إلى جَمَاليَّاتِ إحدى التِّقْنِيَّاتِ الأدَبِيَّةِ الّتي وَظَّفَهَا الشَّاعِرُ فِي أَعْمَالِهِ؛ تَصْوِيْرًا لحالةٍ مِنَ الاغْتِرابِ الزَّمَانِيِّ الّذي عَايَشَهُ، وتنحّيًا في الوقتِ عينِهِ عن التّعبيرِ السَّطحيِّ في إبرازِ القضيّةِ الفِلَسْطِيْنِيَّةِ، فكانَ التّناصُّ الوسيلةَ الأمثلَ لإيصالِ صَوتِ العَذابِ، ولَوْمِ الأمّةِ العَرَبيّةِ الغَارِقَةِ في سُباتِها، والتّنديْدْ بِفِعَالِ الاحتلالِ اليهوديّ وداعِمِيْهِ. وقد قُسِّمَتِ الدّراسةُ إلى تمهيدٍ أتبِعَ أربَعةَ فصولٍ، واشتَمَلَ التّمهيدُ على إرهاصاتٍ حولَ نظريّةِ التّناصِّ، أمّا الفصولُ الأربعةُ فاتّصلتْ بأعمالِ الشّاعرِ هارون هاشم رشيد اتّصالًا مباشِرًا، حيثُ عَرَضَ الفصلُ الأوّلُ إلى التّناصِّ الدّينيِّ الّذي يُبرِزُ دَورَ الأثَرِ الدّينيِّ في تَوَالُدِ الدّلالاتِ المُعاصِرة. والفَصْلُ الثّانِيْ تناوَلَ التّناصَّ التّاريخيَ في فترةِ ما قَبْلَ الإسلامِ وبَعْدَهُ، ثمَّ التّناصُّ الأسطوريُّ. وأمّا الفصلُ الثّالثُ فاشتملَ على التّناصِّ الأدبيِّ بشقَّيهِ: الدّاخليِّ، والخارجيِّ، إضافةً إلى التّناصِّ مَعَ التُّراثِ الشّعبيِّ. وتبِعَ ذلكَ الفصلُ الرَّابعُ، الّذي تضمّنَ ثلاثَ جزئيّاتٍ، هِيَ: مُستوياتُ التّناصِّ، والجُزئيّةُ الثّانيةُ تضمّنَتْ آليّات التّناصِّ، وأمّا الجُزئيةُ الثّالثةُ فكانت (القِنَاع). وقد وَقَفَتْ الدّراسةُ على ما سَبَقَ وُقوفًا مُتأنِّيًا، بُغيَةَ استنطاقِ الدِّيْنِ، والتّاريخِ، والأساطيرِ، والأشعارِ، والتّراثِ الشّعبيِّ المَمزوجِ بنصوصِ هارون هاشم رشيد، وتناوُلِ مفاصِلِها بالقراءَةِ التّفكيكيّةِ التّحليليّةِ،والدّلاليّةِ، والنّفسيّةِ، ومِنْ ثمّ إعادة بنائِهَا في ثوبٍ جديدٍ واضِحِ المَعالِم؛ لبيانِ مدى اتّصالِها بالتّجارِبِ الشّعوريّةِ، والرُّؤى المُستقبليّةِ. Summary of the study The aim of this study is to examine the phenomenon of intertextuality in moderncriticism, for which scientific efforts have intensified; Being an extension of the literary methods and techniques of the ancient people that formed the first building block, they penetrate the verbal superficiality into the moral insides, combining disparities in literary discourses; With a view to indicating semantic perspectives that reflect the consciousness of the writer and the consciousness of the congregation. The only balance of the certainty of intertextuality is the recipient of the culture and know-how they possess to help detect the semiotic dimensions, which transcend the limits of acumen and draw attention to highlighting semantic tension through the convergence of previous and subsequent texts. This study, entitled "The Aesthctics of Interextuality in the Poetry of HarunHashimRasheed" presents the aesthetics of one of the literary techniques employed by the poet in his work; To illustrate a situation of temporal alienation, while at the same time renouncing superficial expressions in highlighting the Palestinian cause, intertextuality was the best means of conveying the voice of torment, blaming the Arab nation mired in its slumber and denouncing the effectiveness of the Israeli occupation and its supporters. The study was divided into an introduction that followed four chapters. The introduction contained insights into the theory of intertextuality. The four chapters directly related to the works of the poet Aaron Hashim Rashid, with the first chapter presenting religious intertextuality highlighting the role of religious influence in the reproduction of contemporary connotations. Chapter II deals with pre-Islamic and post-Islamic historical intertextuality, then mythical intertextuality. Chapter III included literary intertextuality, both internal and external, as well as intertextuality with folklore. This was followed by chapter IV, which contained three parts: the levels of intertextuality, the second part included the mechanisms of intertextuality, and the third part (mask). The study examined the above carefully, with a view to interrogating religion, history, mythology, poetry and folklore mixed with the texts of Aaron Hashim Rashid, dealing with their joints by analytical, semantic and psychological reading and thus rebuilding them in a new, well-defined dress; To show how connected it is to emotional experiences, and future insights.