dc.description.abstract |
الملخّص
تناولت هذه الأطروحة السّياسة الخارجيّة الإسْرائيليّة فترة حكم بنيامين نتنياهو ( 2009 – 2019 )، فبدأت هذه الدراسة بالحديث عن السيرة الذاتية لبنيامين نتنياهو، فهو الابن الأوسط لعائلته، نشأ وترعرع على الفكر الصّهيونيّ، فمنذ نعومةِ أظافره غَرَسَ والده فيه الأفكار الصّهيونيّة اليمينيّة المتشدّدة، فكبُرَ وهو يحمل هذه الأفكار والإيدلوجيّة، إلى جانب تعليمه، وعيشه المتنقل بين إسْرائيل وأمريكا، وتجنيده بالعسكريّة، ومن ثمَّ مقتل شقيقه الأكبر "يوني"، ذلك كْلُّهُ أثّر على شخصيّته، وصقلها بالكيفية التي مكّنته من أنْ يصلَ إلى المناصب الرفيعة في إسْرائيل، وبأن يصيرَ رئيسَ حكومتها، ووزيرَ خارجيّتها، واستطاع أيضًا أنْ يصبحَ من كبار رجال السّياسة الإسْرائيليّين ومن أكثرهم حنكةً .
مرّت السّياسة الخارجيّة الإسْرائيليّة بعدّةِ مراحلَ إلى أن تطورت، وأصبحت على ما هي عليه الآن، ففي المرحلة الأولى بذلت إسْرائيل كلّ ما في وسعها لتحصل على اعتراف دول العالم بها - باعتبارها دولةً - ذاتَ سيادةٍ وشرعيّةٍ، فركّزت كلّ إمكانياتها وجهودها نحو الدول العظمى، فاستطاعت أن تحصل على الاعتراف الأمريكيّ بها، ومن ثمّ حصلت على اعتراف عدد من الدّول الكبرى بها، من ذلك انطلقت نحو المرحلة الثانية بتشكيلها التحالفاتِ السّياسيّةَ، وتبادلها البعثاتِ والوفودَ الدبلوماسيّةَ مع دولٍ جديدةٍ، وفي مرحلتها الثالثة استطاعت إسْرائيل استغلال الظّروف والتغيّرات السّياسيّة العالميّة، بكسبها المزيدَ من الدول إلى جانبها، حتّى إنّها تمكّنت من إقامة العلاقات الدبلوماسيّة مع الدّول العربيّة التي كانت معاديةً لها في السّابق، كما أصبحت تؤدّي دورًا مهمًّا على المستوى الإقليميّ، بتكوينها علاقاتٍ سياسيّةً جديدةً مع الدّول التي تشترك معها في الإقليم نفسِهِ كتركيا، والهند، والصّين، وغيرها من الدّول الآخرى .
تعتمد إسْرائيل على عددٍ من الأجهزة والمؤسّسات التي ترسم سياستها الخارجيّة، وتصنع قراراتها، فأبرز هذه الأجهزة : الحكومة الإسْرائيليّة، والكنيست الإسْرائيليّ، ووزارة الخارجيّة، ورئيس الدّولة، والمنظّمة الصّهيونيّة، والوكالة اليهوديّة، والمؤسّسة الأمنيّة، فكلّ جهاز من هذه الأجهزة يؤدّي دورًا معينًا في السّياسة الخارجيّة الإسْرائيليّة .
استطاع نتنياهو -منذ توليه منصب رئيس الوزراء الإسْرائيليّ عام 2009- أن ينهضَ بالسّياسة الخارجيّة الإسْرائيليّة ويطوّرها، بتكوينه علاقاتٍ سياسيّةً ودبلوماسيّةً مع دولٍ جديدةٍ، وبتعزيزه العلاقات مع دولٍ تربطهما علاقاتٌ قديمةٌ، فنجده وطّد علاقاته مع أمريكا، بالشّكل الذي يُكسبه المزيد من المصالح، كما تقرب من الصّين والهند، هاتينِ الدّولتينِ اللّتيْنِ أصبحتا من أقوى دول العالم اقتصاديًّا، فكان لابدّ من إقامة العلاقاتِ معهما، للاستفادة من تطورهما الاقتصاديّ، ولكسب حلفاءَ جددِ إلى جانبه، بالإضافة إلى ذلك اتّجه في سياسته الخارجيّة نحو الدّول الأوروبيّة، وكذلك روسيا، فهما من القوى العظمى في العالم، يجب التحالف، وتكوين العلاقات معهم، كما وجه أنظاره نحو تركيا، التي أصبحت ذات تأثيرٍ مهمٍّ على الصّعيد الإقليميّ، فأنشأ معهم العلاقاتِ التي تراوحت بين المدّ والجزر من فترةٍ إلى أخرى، مِثلُها مثلُ باقي الدّول الأخرى، فتارةً تكون العلاقات طيّبةً بينهم، وتارةً أخرى تتراجع وتسوء، فالمصالح والظّروف وحتّى القضيّة الفلسطينيّة هي مَن تتحكّم في تقارب هذه العلاقات أو تباعدها .
شهد العالم العربيّ في نهاية عام 2010، وبداية عام 2011 تغيّراتٍ سياسيّةً، عُرِفت ب "ثورات الرّبيع العربيّ" أدت إلى الإطاحة ببعض أنظمةِ الحكم فيها، بدأت هذه الثّورات في تونس، لتتّسعَ رُقعتُها بعد ذلك إلى عددٍ من دول الوطن العربيّ، حتّى إنّها وصلت إلى مصر، وأسقطت نظام حكمها، ومن ثمّ إلى سوريا، هاتينِ الدّولتينِ اللّتيْنِ بدأتا تشّكلان خطرًا كبيرًا على إسْرائيل، بوصول مثل هذه الاحتجاجات والمظاهرات إليهما، فليس من صالح إسْرائيل سقوط هذه الأنظّمة الفاسدة التي تسهم في وجودها وتخدمه، فمن هنا بدأ نتنياهو بتوجيه سياسته الخارجيّة نحوها، والتدخّل فيها، كما أنّه استطاع التقرّب من الدّول العربيّة –وبالتحديد دول مجلس التعاون الخليجيّ- والتطبيع معها، فتمكّن من إقامة العلاقات معها على جميع الأصعدة، وبشكلٍ علنيٍّ، بعدما كان ذلك يتمّ بصورةٍ سرّيّةٍ في السّابق .
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التاريخيّ، وذلك باستعراضها السّياسةَ الخارجيّةَ لإسْرائيل خلال فترةٍ زمنيةٍ تاريخيّةٍ متسلسلةٍ، ابتدأت منذ عام 2009 وانتهت عام 2019، كما اعتمدت - إلى جانب المنهج التاريخيّ - على المنهج المقارن والمنهج الوصفيّ، وذلك من خلال مقارنة العلاقات الإسْرائيليّة مع القوى الرّئيسيّة في العالم، والدول العربيّة من سنة إلى أخرى، ووصفها لطبيعة هذه العلاقات التي تراوحت تارةً بين العلاقات الجيّدة، وتارةً أخرى اتسمت بكونها علاقاتٍ سيّئةً .
Abstract :
This thesis talks about the IsraeliOccupationAuthority Foreign Policy under Benjamin Natanyahu between ( 2009 and 2019) . This study starts from Natanyahu CV . He is the middle son in his family . He grew up on the Zoinist idea . Since his childhood , his father fostered him with right strict Zoinist ideas . He grew up carrying these ideas and ideology beside his learning , his life moving between Israel and the USA , military obligations and the death of his elder brother "Yoni " . All these activitiesmuch affected on his personality that made it possible for him to reach the supreme positions in Israel . He became a Prime Minister , Foreign Minister and one of the high political Israeli men . He is known of his political experience .
The development of the Israel's foreign policy passed through many stages : The first stage , Israel made all efforts to get the acknowledgement as a legality and sovereign state from the countries of the world . It focused to have it from the USA and other Great Countries and it did . The second stage , it made political alliances , exchanged diplomatic missions and delegations with new countries .The third stage : Israel exploited the world's political changes and conditions to win more countries to help it to make diplomatic relations with some Arab countries which were considered to be enemy for Israel . It plays an important role in the region by making new political relations with some countries in the same area such as Turkey , India , China ,………..etc .
Israel depends on many organizations and apparatuses ( systems ) to draw its foreign policy and make its decisions .These are: the Israel's Government , the Parliament ( Keneset) ,the Foreign Ministry , the President of the State , the Zoinist Organization , the Jewish Agency , the Security Agency with two principal organizations . Each organization plays a specific role in the Israeli foreign policy .
Since he became a Prime Minister , Natanyahu was able to manage and develop the Israel's foreign policy by making political and diplomatic relations with new countries and by reinforcing and strengthening these relations with countries that Israel had before such as the USA to win more benefits and interests . He approached to make relations with countries that are strong economically to get benefits and make new allies beside Israel . Then he went towards Europe and Russia for the same reasons .He made relations with Turkey and other countries but these relations become tide from time to time because they are affected by interests , conditions and the Palestinian Issue , so they are sometimes good and other times bad .
At the end of 2010 and at the beginning of 2011 , there were political changes in the Arab World . They were called revolutions of the Arab Spring .They ended the rule systems in some Arab countries such as Tunisia , neighboring ones to Israel such as Egypt and Syria where the revolutions became dangerous to Israel , so Natanyahu started to send his foreign policy and interfere in these countries . He succeeded in approaching to other Arab countries – especially the Gulf Cooperation Council –normalizing and making public relations which were secret before with these countries .
This study depends on a historical method by reviewing the Israel's foreign policy through a historical period from 2009 to 2019 . It also depends on a comparative and descriptive method by comparing and describing the nature of these relations with the main countries in the world and Arab ones from one year to another – they are sometimes good , other times are bad. |
en_US |